لم ينج الا اربعة عندما غرق اليخت البريطاني " بيرو " في المحيط الاطلسي في يناير 1884 م.... فانحشروا في زورق النجاة الصغير الذي تقاذفته الامواج لمدة 25 يوما و مرت الايام متثاقلة على البحارة الاربعة و كادوا يموتون من الجوع و الانهاك فطرح الكابتن " ادوين روت " اقتراحا يائسا
و اخيرا وهو ان يقترعوا على احدهم ليذبحوه وياكلوا لحمه حتى لا يموتوا من الجوع جميعا.
ووافق اثنان من البحارة و لكن البحار الثالث " ديك توملين " و عمره 18 عاما رفض قائلا انه يفضل الموت على تناول اللحم البشري و بالاخص لحم اعز اصدقائه فابتعد عنهم و اخذ مكانا منعزلا و نام و تحدد قدره بسبب معارضته ففي اول فرصة ذبحه الكابتن " ادوين روت " و هو نائم.
و لم يكن لدى مساعد الكابتن " جوش دولي " و البحار " ويل هون " اي اعتراض على اكل لحم صديقهم " ديك توملين " و اكل البحارة الثالثة لحم صديقهم الذي انقذهم من الموت جوعا لمدة اربعة ايام حتى انقذهم اليخت " جيلبرت "
ذعر قائد اليخت " جيلبرت " عندما شاهد بقايا اللحم البشري منتشرة في ارجاء القارب و رفض ان يلقى بها في البحر و قد تملكه الرعب من فظاعة الحادثة فلف بقايا الجثة بالقماش المشمع و رافق الناجين الثلاثة الى اقرب ميناء .
و هناك اقيمت محاكمة عادلة و حكم على الثلاثة بالموت لارتكابهم جريمة القتل في اعالي البحار و لكن وزير الداخلية قرر انهم قد واجهوا مايكفي من الاهوال و انهم لا يستحقوا هذا الحكم الظالم و بسبب ذلك خفض الحكم من الاعدام الى السجن
لمدة 6 اشهر و لكن احدا لم يعرف ان الاهوال كانت في بدايتها فقط لان الرجال الثلاثة لم تطل حياتهم بعد ان غادروا السجن و لقد وجد مساعد الكابتن " جوش دولي " عملا على عربة تجرها الخيول و بعد اسبوعين رات الخيول شيئا اخافها في احد شوارع لندن الضبابية
فثارت مذعورة ملقية ب " جوش دولي " الى الارض فتحطم راسه .. و قال الشهود ان الذي اخاف الخيول كان خيالا ملفوفا من راسه الى قدمه بالشاش و قد اختفى بعد موت " جوش دولي " مباشرة .
و عندما سمع الكابتن " ادوين روت " تعمقت جذور الخوف بداخله الى احياء سوهو ليبحث عن صديقه البحار " ويل هون " ووجده مخمورا و في حالة صحية سيئة جدا و قال له " ادوين روت " ان ان بعض اقرباء القتيل " ديك توملين "
سيطر عليهم جنون الانتقام فيتنكرون بصورة شبحه ليرعبوا من قتلوه و رجاه ان يساعده في كشف المؤامرة و لكن " ويل هون لم يكن يريد الا مزيد من الخمر و بعد مده ليست بطويلة ... شرب " ويل هون " الخمر حتى الثمالة و كاد ان يموت فنقله اصدقائه الى اقرب مستشفى
لعلاجه و تركوه في حجرة مع عدد من المرضى كي يستريح و لكن في منتصف الليل ذعر طاقم المستشفى من صراخ " ويل هون " فاسرعوا الى حجرته فوجدوه ميتا و علامات الفزع ترتسم على وجهه المتجمد .
و قال الشهود ان مريضا اخر " ملفوف كله بالشاش " كان ممسكا " بديك هون " و قد اختفى بعد موته . و عندما سمع الكابتن " ادوين روت " خبر موت صديقه ذهب الى الشرطة و هو في حالة رعب شديدة و قص عليهم ما حدث و لكنهم سخروا منه ....
و لكن بسبب حالته العقلية السليمة وافقوا على ايوائه ليلة واحدة فقط في الزنزانة ..
و هذا كان طلبه الوحيد و شعر بالارتياح و تاكد من ان الابواب مقفلة جيدا عليه و كانت تلك الزنزنات مخصصة لمشاغبي لندن و لم يكن الصراخ في الليل نادرا و لكن عندما سمع رجال الشرطة صراخ الكابتن الغير عادي اسرعوا الى زنزانته في الساعة الثالثة صباحا و فتحوا الباب ليجدوه ممددا على الارض
يحملق بعيون ميتة يملؤها الرعب و الفزع ز لكن الذي صدمهم كان بقايا القطن و الشاش الملطخ بالدم